د . ضيف الله مهدي
اليوم الجمعة الموافق ٢٠ ربيع الأول من عام ١٤٤٧هـ ، وفي جامع الفقهاء بمحافظة بيش خطب فضيلة الشيخ الأستاذ حسن بن يحيى الأعجم عن حسن الظن بالله ، وكانت خطبة رائعة في غاية الجمال مستشهدا بآيات الذكر الحكيم وأقوال سيد الأنبياء والمرسلين عليهم جميعا الصلاة والسلام .. وأنا خارج من المسجد - وقد اعتدت على التعليق على خطب الشيخ - أحدث نفسي: هل معي شيء أعلق به على هذه الخطبة الجميلة ؟!. فلم يترك لك الشيخ شيئا !!. لكن فجأة تذكرت بيت شعر يقول : وإني لأرجو الله حتى كأنني أرى بجميل الظن ما الله فاعل فكان البيت هذا البيت مفتاح تداعي المعاني حتى تذكرت قصة وهي : " قيل لأعرابي في البصرة : ﻫﻞ ﺗُﺤﺪّﺙ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ؟. ﻗﺎﻝ : ﻭﺍﻟﻠّﻪ ﻣﺎ ﺷﻜﻜﺖ في ذلك ﻗﻂّ !! وﺃﻧّﻲ ﺳﻮﻑ ﺃﺧﻄﻮ ﻓﻲ ﺭﻳﺎﺿﻬﺎ، ﻭﺃﺷﺮﺏ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺿﻬﺎ ﻭﺃﺳﺘﻈﻞّ ﺑﺄﺷﺠﺎﺭﻫﺎ،ﻭﺁﻛﻞ ﻣﻦ ﺛﻤﺎﺭﻫﺎ، ﻭﺃﺗﻔﻴّﺄ ﺑﻈﻼﻟﻬﺎ، ﻭﺃرتشف ﻣﻦ ﻗﻼﻟﻬﺎ، ﻭﺃعيش ﻓﻲ ﻏﺮﻓﻬﺎ ﻭﻗﺼﻮﺭﻫﺎ!!. ﻗﻴﻞ ﻟﻪ : ﺃﻓﺒﺤﺴﻨﺔٍ ﻗﺪّمتها، ﺃﻡ ﺑﺼﺎﻟﺤﺔٍ ﺃﺳﻠﻔﺘﻬﺎ؟. ﻗﺎﻝ : ﻭﺃﻱّ ﺣﺴﻨﺔٍ ﺃﻋﻠﻰ ﺷﺮﻓﺎً ﻭﺃﻋﻈﻢ أجرًا ﻣﻦ ﺇﻳﻤﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﻠّﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺟﺤﻮﺩﻱ ﻟﻜﻞّ ﻣﻌﺒﻮﺩٍ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ!!. ﻗﻴﻞ ﻟﻪ : ﺃﻓﻼ ﺗﺨﺸﻰ ﺍﻟﺬّﻧﻮﺏ؟. ﻗﺎﻝ : ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠّﻪ ﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻟﻠﺬﻧﻮﺏ، ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻟﻠﺨﻄﺄ، ﻭﺍﻟﻌﻔﻮ ﻟﻠﺠﺮﻡ، ﻭﻫﻮ ﺃﻛﺮﻡ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﺬّﺏ ﻣﺤﺒّﻴﻪ ﻓﻲ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨّﻢ.!!. ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ : ﻟﻘﺪ ﺣﺴﻦ ﻇﻦّ ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲّ ﺑﺮﺑّﻪ !. ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻻ ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺇﻻ ﺍﻧﺠﻠﺖ ﻏﻤﺎﻣﺔ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻋﻨﻬﻢ، ﻭﻏﻠﺐ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ. *قال تعالى: "فَمَا ظَنّكُم بِرَبّ العَالمِين" يقولُ ابن مَسعُود: " قسماً بالله ما ظنَّ أحدٌ باللهِ ظناً؛ إلّا أعطَاه ما يظنُّ، وذلكَ لأنَّ الفَضلَ كُلَّه بيدِ الله." اللهمّ إنّا نظن بك: غفراناً، وعفواً، وتوفيقاً، ونصراً، وثباتاً، وتيسيراً، وسعـادةً، ورزقاً، وشفاءً، وحسنَ خاتمةٍ، وتوبةً نصوحاً، وعتقاً من النار. فهْب لنا مزيداً من فضلكَ يا واسِـع الفضل والعطاء. كم ليلة من ليالي الدهر مظلمة قد جاء من بعدها صبح من الفرج